كيف يتعامل المجتمع مع دعوات التجديد ؟
الحديث عن ما هو دائر في الساحة الشيعية من دعوة إلى التصحيح والتجديد ومن اتهام من الفريق الآخر لهذا الفريق بالعمل على زعزعة الثوابت !
* توضيح فكرة كل من الفريقين ومبرراته :
مبررات الفريق المعارض للتجديد :
1ـ أن الدين والمذهب كامل وقد استنفذ العلماء عمرهم في تشييد مبانيه فأي معنى للتجديد ؟
2ـ أن التصحيح وهذه الأفكار تأتي استجابة لضغوط أو مبررات خارج المذهب ، سواء باسم الوحدة الاسلامية ( في بعض الأفكار ) أو التحضر والتقدمية في أفكار اخر .
3ـ إن مسلسل التراجع والتنازل لا يقف عند حد معين ، فاليوم حول الشعائر وغدا حول الإمامة وهكذا .
4ـ أنه في الوقت الذي يعيش فيه المذهب ظروفا استثنائية لا ينبغي الانشغال بمثل تلك الأمور التي تؤدي إلى إضعاف موقفه وموقف أتباعه .
لماذا تحتاج الأمة والمذهب للتجديد
1/ أن كل جيل ينتج ثقافته الدينية بحسب التقدم العلمي الموجود في زمنه ، وخصوصا عند الشيعة حيث يفترض أن الاجتهاد عندهم قائم ومفتوح ..
2/ التجديد والتغيير في كل مجال من قبل فرسان ذلك المجال لا مانع منه .. فالفقيه الذي يمتلك أدوات الفقه ليبد نظرياته الجديدة ، والمؤرخ ليطرح نظرياته في التاريخ ، والمفكر أفكاره وهكذا .. وبالطبع هذا لا يعني الحجر على العقول في أن لا تفكر بدعوى عدم التخصص .. فالوحيد البهبهاني غير الاتجاه العام في الفقه الشيعي من الأخبار إلى الأصول ، والعلامة الحلي في مسألة نجاسة البئر ، والسيد الحكيم في طهارة أهل الكتاب ، والخميني في ولاية الفقيه ، وبعض فقهاء قم اليوم في قضايا المرأة ( ديتها مساوية لدية الرجل ) .. ومثل ذلك في قضايا التاريخ .
3/ إن هناك ثغرات في بعض المواضيع ربما كان يتم التسليم والتعبد بها في الماضي ، ولكن أجيال اليوم هي غالبا أجيال التفكر ، فلا بد من إعادة النقاش والتأمل في القضايا ، فما كان منها ضروريا ويقينيا لا بد من قبوله وما كان محلا للنقاش فليناقش .
ما هو الموقف المطلوب ؟
ـ أن لا تكون هناك حساسية أو تخوف من المناقشة والسؤال ، والتغيير الذي يبدأ بأسئلة تستتبع تحقيقا ، هو جيد حيث سيكون طريقا للانتاج الفكري من قبل المتخالفين .
ـ لا ينبغي محاكمة النيات . بزعم أن فريق التجديد ينوي ويريد تهديم الأسس ، أو أن فريق المحافظة يريد ركود المذهب أو تشويهه .. ولا ينبغي اتهام الأشخاص بقدر ما ينبغي مناقشة الأفكار .
ـ التسليم باختلاف التوجهات الفكرية . وأن هذا هو نفسه منشأ ثراء .. ( أحدهم أوقف كتبه على من يلعن الفيض الكاشاني مئة مرة ، لأنه اختلف معه فكريا ) .
ـ التجديد ليس مطلوبا بذاته ، والتغيير ليس هدفا مطلقا . وإنما هو طريق لزيادة الايمان وتكريس الفضيلة . فالتجديد الذي ينتهي إلى إعلاء قيمة العقل ، ويركز الوعي ، ويؤكد على القيم مطلوب . وأما التجديد الذي لا ينتهي إلى ساحل ، ويعمق حالة الشك غير مطلوب .. وإنما تقاس الأمور بنتائجها .
* التجديد لا ينبغي أن يكون يكون من منطلق طلب الآخرين ، أو التوجه إلى إرضاء فئات دينية أو سياسية .
* التجديد لا بد أن يعتمد على أسس صحيحة ( نماذج من الفتاوى التي لا تستند إلى أرضية صحيحة مثل أن الحجاب يعني حجب البواطن دون الظواهر ، أو أن ( واضربوهن يعني الابتعاد عنهن ..)
* نظرات جديدة في التاريخ والسيرة ، في الفقه ، في الثقافة والفكر ..
.