عن واقع الشيعة ومشكلاتهم
توصيف للحالة القائمة في الوضع الشيعي في العالم الاسلامي . وأبرزها أنهم :
ـ انتقلوا من حالة الانفعال إلى الفعل ، ومن التأثر إلى التأثير .. فأضافوا إلى سائر قواهم من حيوية المذهب .. وغيره قوة جديدة .
ـ كانوا جزءا مهمشا فاستعادوا جانبا من حقوقهم ..
( توضيح أن هذا لم يكن على حساب فئة أخرى من المسلمين ، بل الذين كانوا يصادرون هذا الحق كانوا في الغالب أحزابا علمانية لا تهتم بوضع فئات المسلمين .. ومن المهم التأكيد على أن قوة الشيعة هي قوة الأمة ) .
ـ الجانب العقدي والفكري خرج من حالة الحصار ، والدفاع عن النفس .. بل حتى اتهامهم اليوم والهجوم عليهم ليس ناشئا من استضعافهم ، وإنما هو من القلق منهم !
لكن رافق هذا الواقع الجديد ، مشاكل جديدة من الضروري أن يسارعوا إلى معالجتها :
من مشاكلهم : تنميط الآخرين لهم .. الشيعة يعني سب الصحابة ، يعني التقية ، يعني قرآن آخر ، يعني اتهام أم المؤمنين عائشة ..الخ . في مقدمة كتاب ( أصل الشيعة وأصولها ) كتب أحمد زكي باشا ، إن الكتاب قد غير الصورة النمطية التي رسمها بعض الكتاب في مصر عن الشيعة مثل أحمد أمين .. وهكذا عندما أجيز كتاب عقائد الإمامية في مصر ، قيل إنه يعرف الصورة المعقولة عن الشيعة .
وخصوصا مع ما حصل من قبل القادة الواعين سواء منهم الدينيين أو السياسيين حيث صدر عنهم في قرارات مؤتمر مكة الاسلامي ما يفيد بالاعتراف بهذه المذاهب الثمانية وليس الأربعة فقط ؟.
من مشاكلهم أن أمرهم يدور بين إنكار وجودهم أصلا ، أو اتهامهم بالاختراق !! للمجتمعات الأخرى .
من مشاكلهم : ـ وهذه داخلية ـ سوء العرض ، لا يكفي أن تكون لديك بضاعة جيدة ، بل أنت تحتاج إلى عرض مناسب لها وإلا فإن هذه البضاعة قد تؤدي عكس غرضها . وسيأتي حديث خاص عنها .
من المشاكل : ربطهم بمجتمع غير مجتمعهم : التشكيك في ولائهم الوطني ( ربما ساهم بعض الشيعة في هذا من خلال إظهار الارتباط الخارجي وإخفاء الولاء الوطني ) .صحيح أن هناك تضخيما من قبل المخالفين لهم ، ولكن هناك تقصير أيضا في إظهار هذه الجهة . ربط التشيع بايران ، والهجوم عليه على هذا الأساس ، والغريب أن بعض الاسلاميين يرفضون القومية ويعارضونها ، لكنهم هنا لا مانع عندهم أن يستعينوا بها !
ـ ماذا عن الشيعة العرب ؟ ماذا عن الشيعة الهنود ؟ الباكستانيين ؟ إذا كان الشيعة يشكلون ثلث العالم الاسلامي أو ما يقاربه وفرضنا أن إيران هي 65 مليون نسمة فأين الباقي ؟
اليوم يتم الحديث عن الشيعة باعتبارهم جماعة لهم ارتباط بطرف خارج الأمة ! وله اجندة خاصة يعملون عليها ، ولذلك لا ينبغي أن يؤمن جانبهم !
ما هو المطلوب ؟
ـ تفهم المحيط الذي يعيش فيه الشيعة : أولا بارجاع التصنيفات الطائفية التي هي أشبه بالجدران السميكة إلى حجمها الطبيعي باعتبارها اختيارات فقهية وآراء كلامية يؤمن بها قسم من الناس ، وهذا لا يستلزم كل ذلك الفصل !
وثانيا : بأن هذا الوضع طبيعي ، ولا محذور فيه ، فليس هناك مشكلة في وجود الطوائف إنما المشكلة في سوء إدارة هذا الوضع ، وسوء العلاقة المسماة اليوم بـ ( الطائفية ) .
ـ الاندماج السياسي والاجتماعي : شروط الاندماج الشراكة والعدالة .
ـ إلى الرؤساء : إذا كان خوف من ولاء الشيعة للغير فاعملوا على تجاوز الاقصاء الذي كان نصيب الشيعة ,, وأنتم أقدر . الآخرون يعملون لمصالحهم ( الأمريكيون ، الايرانيون ..) فلماذا لا تعملون أنتم ؟