الجريمة ومتطلبات الأمن الاجتماعي
قراءة سريعة في تصاعد الجريمة في بلادنا كما وكيفا : بغض النظر أنها لا تزال في حدود الحالات الفردية ، أو أنها صارت مشكلة ، أو ارتقت إلى عنوان الظاهرة :
نماذج : شاب يقتل بصورة بشعة بالسكاكين ! وفتاة تغتصب على يد مجموعة ! وطفل يختطف ولم يرجع لهذه اللحظة ! وسرقات بعضها بالسلاح ! واعتداء على قسم من المقيمين لا لشيء وأحيانا لسرقة بعض النقود ! وفيات بالمخدرات ..
هناك ثلاثة مستويات من الحالة العدوانية :
1/ المشاعر العدوانية : مثل الحسد ، والحقد ، ونظرة المقت ، والشعور الطائفي ، أو النظرة العنصرية المحتقرة وهنا لا بد أن نشير إلى أن الاعلام يسهم بشكل فعال في هذه الجهة ، عندما يصنع شعورا عدوانيا تجاه هذه الفئة أوتلك . هذه المشاعر لو وقفت عند هذا الحد فإن الأمر يهون لكن المشكلة إلى تطورت إلى :
2/ السلوك العدواني : سواء منه اللفظي مثل الشتائم والتجريح ، وقذف السوء ، والتهجم ..
أو البدني / مثل الاعتداء باليد أو الرجل أو السلاح .. وخصوصا إذا كان للحصول على غرض كسرقة المال أو الاغتصاب ، أو ما شابه .
3/ العنف : وقد ترافق لا سيما في هذا الزمان مع المسألة السياسية .
ما هي أسباب الجريمة : والنظر إليها ضمن إطارنا الاجتماعي .
* عندما نتحدث عن هذه الأسباب فلا بد أن نلاحظ أنها بمثابة العوامل التي ينضم إليها غيرها فتؤثر .. وأنها ليست حتمية بمعنى أنها لا تنتج الجريمة بشكل اتوماتيكي ، وأننا عندما نتحدث عنها فلا نبرر حدوث تلك الجرائم فكم من الناس ممن انتصر على هذه العوامل ، ولو كان كل من حصلت لديه انتهى إلى الجريمة لتهدم المجتمع .
1/ حاجة الشباب لتحقيق الذات بين الأقران .مع ضيق الإطارات التقليدية عن استيعاب الشباب وفراغ في النفس والحياة أو بطالة .( حتى طلاب المدارس فإن عندهم من فترات التعطيل ما يصل إلى 163 يوما يعني ما يقارب نصف السنة ) .
2/ جوانب نفسية ، منها الاحباط والفشل في تناول الأهداف بالطرق الاعتيادية ، فيفكر في الطرق الاجرامية ، لا يصل إلى المال بكده وسعيه ، فيحاول اختصار الطريق بالسرقة والنهب ! لا يصل إلى اللذة الجنسية من خلال الزواج وبناء الاسرة فيحاول الوصول إليها من خلال الاعتداء على الطفل والفتاة بل أحيانا حتى على محارمه !
3/ جهات أسرية وتربوية : كونه في أسرة سيئة ، وجود خلافات بين الأبوين ، أو إهمال منهما له ( كلام الأستاذ حليل حول الطلاب ..) . طرق سيئة في التربية : التحقير أو التدليل كلاهما طريق خاطئ قد يؤدي إلى الجريمة ..حتى لقد قال بعضهم ( إننا نجد في سحنات الشباب مرآة صافية انطبعت فيها صورة عدم كفاءة القائمين على التربية ) بيئة سيئة مثل الاعلام التلفزيوني الذي يظهر المجرم بمظهر من حقق النتائج !
4/ هناك تصنيف بيولوجي وعضوي للمجرم يقوم على أساس أن صاحب الجريمة له جين خاص أو أنه له قسمات محددة في خلقته ، ولكن ذلك لم يثبت !
** نقاط في الحل :
1/ ينبغي أن نستفيد من عاشوراء في تنمية حس الرفض للاعتداء على الآخرين ، إننا نبكي على شاب قتل ظلما قبل أربعة عشر قرنا وتم الاعتداء عليه بالقتل ، فكيف يتعقل أن يقوم شخص بقتل شاب آخر في هذا الزمان ، وهكذا الحال بالنسبة إلى الاعتداء على النساء في حدود تكشيف وجوههن نحن نرفضه ونبكي احتجاجا عليه ، فكيف يقوم شخص باغتصاب بعض النساء هذا الزمان ، وكذلك الحال بالنسبة للأطفال .
المجرم من هذه الناحية مريض نفسيا ، وغير متعادل ، فينبغي السعي في صنع معادلته النفسية من جديد .
2/ أهمية التعاون مع الأجهزة التي تضبط الأمن في المجتمع ، وتوجيه ذلك من الناحية الفقهية . ( في استفتاء للسيد السيستاني أنه لو توقف دفع العاملين بالمنكر على الاستعانة بالشرطة فلا مانع منه ) وأيضا (ما مدى وجوب الإلتزام بحفظ النظام ، في البلد الذي يعيش فيه ؟ الفتوى:
أما بالنسبة للبلدان الإسلامية ، فسماحة السيد لا يجيز مخالفة أي قانون وضع لمصلحة المجتمع ولم يخالف الشرع ). التعاون في المشتركات كمحاربة المخدرات والخمور وما شابه .ولا سيما إذا كانت الجريمة منظمة وتعتمد على عصابات ومافيات ، فإن الجهد الفردي لا يمكن أن يواجهها .
إن هناك أمورا نعلم بأن الشرع لا يتسامح فيها وهي الأعراض ( الفروج ) والدماء والأموال . وهذه لا بد من صيانتها .
3/ التفكير في حواضن متعددة للشباب في المجتمع : لما كان الفراغ من جهة ، وحاجة البعض لاثبات الذات من جهة أخرى أحد عوامل تشكل الجرائم ، فلا بد من التفكير في حل لهذين العاملين ، لقد ثبت احصائيا أن هناك علاقة وثيقة بين البطالة والجريمة ، وبين الفراغ والجريمة .. فلماذا لا يتم التحرك في اتجاه حلهما ؟
اقتراح بيوت للشباب : تعليم مهني ، حاسب آلي ، استشارات اجتماعية وحياتية في كل بلدة .. تحت اشراف الخبراء .
ربما يمكن على الأقل الوقوف أمام توسع دائرة المؤهلين لدخول الحالة العبثية والاجرامية فيما بعد ، من خلال السعي لتقليل البطالة .. ( إشارة إلى لجان التوظيف ، إشارة إلى قيام بعض التجار بمصانع تم تشغيل عدد كبير من النساء فيها ..) . الدعوة إلى نواد مهنية ، ( هذا يعد بمثابة التأمين على ثروتك أيها التاجر والتأمين على سلامة المجتمع ) .
فكرة مؤتمر عام حول العنف والجريمة ، يحضره المتخصصون التربويون .