النذر وشيء من أحكامه
موجز عن الحادثة التي تكلمت عنها آيات ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا )
ـ من فوائد هذه الآيات أنها تذكر أهل البيت بصفاتهم العالية ، من الإيثار والعطاء ، وأن هذه الصفات لن تتعرض لما تعرضت له الأحاديث النبوية في فضائلهم والتي أغار عليها أعداؤهم فأخفوها وحذفوها . بينما ما ورد في القرآن الكريم سوف يبقى محفوظا .
ـ ومن فوائدها أنها تتحدث عن مشروعية النذر ، بل فيها إيحاء إلى رجحانه واستحبابه ، فإن البعض من العلماء لا سيما علماء الجمهور قد قالوا بعدم رجحانه وقد رووا عن النبي أن النذر إنما يستخرج به من مال البخيل ، فإن لحن هذه الآيات وممارسة أمير المؤمنين والزهراء للنذر وإقرار النبي لهما عليه مع ما فيه من العناء والصعوبة ، من صوم ثلاثة أيام والافطار على اقل القليل من الطعام .كل ذلك يشير إلى أن النذر فيه رجحان .
ـ من شروط النذر أن يكون بصيغة خاصة ، فلا يكفي فيه مجرد النية من دون أن يذكر فيه اللفظ . ولا بد أن يكون في اللفظ أيضا اسم الله سبحانه بقوله : لله علي كذا ..
ـ ومن شروطه أيضا أن يكون متعلقه راجحا من الناحية الشرعية ، فلا يمكن أن ينذر الانسان أن يفعل شيئا محرما بل ولا حتى مباحا
ـ ومن شروطه أن لا يكون المنذور متعلقا لحق الغير أو منهيا عنه بنهي الوالد ، فمثلا لو نذرت الزوجة صوما مستحبا ، وكان ذلك يفوت حق زوجها في الفراش فإن ذلك النذر لا يصح ، ويستطيع الزوج أن يطلبها وليست هي ملزمة بعد ذلك بمراعاة النذر ، وهكذا الحال لو نذر الولد شيئا ، فنهاه أبوه عن القيام به فهنا يتعارض لزوم طاعة الوالد مع لزوم الوفاء بالنذر ويتقدم أمر الوالد على النذر