مظاهر العنف في مجال الفكر والمرأة

محرر الموقع
أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى • للعنف مظاهر كثيرة في المجتمع ، لكننا سنتحدث عن مظهرين يرتبطان بحياتنا : • العنف في ساحة الأفكار : حين تتم مقاومة الأفكار والآراء بالعنف والقوة الأمنية أو العسكرية والسياسية . وتدخل السلطات على خط مواجهة الآراء والمذاهب ، ولعل أوضح حادثة تجلى فيها هذا العنف ما نقله المؤرخون في قضية خلق القرآن أو قدمه . • خلق القرآن : حدث نزاع كلامي بين فريقين من متكلمي السنة حول أن القرآن مخلوق أو قديم ، فذهب فريق منهم إلى أن الله سبحانه هو القديم الأزلي وما عداه ومن عداه حادث مخلوق ، والقرآن أيضا مما خلق الله سبحانه ، وربما استفاد هؤلاء من كلام القرآن الذي وصف نفسه بأنه محدث ( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (الانبياء:2) . • بينما ذهب فريق آخر إلى أن القرآن كلام الله سبحانه ، والكلام الحقيقي يعني المعاني القائمة في النفس ، هي من صفات الله سبحانه وصفات الله عين ذاته فهي قديمة أزلية كالله سبحانه . إلى هنا والمسألة في حدودها الإعتيادية ، كأي مسألة بين فريقين مختلفين ولكل منهما دليله • غير أن السلطات العباسية قد دخلت على خط هذا الصراع فتبنى المأمون ومعه المعتصم الفكرة الأولى ونشروها وأيدوا أصحابها وبطشوا بالمخالفين لها سجنا وضربا وأخيرا قتلا ! وقد تعرض إمام المذهب الحنبلي أحمد بن حنبل إلى الضرب والجلد على أثر قوله بخلاف مقالتهم . بينما تبنى الواثق والمتوكل العباسي فكرة قدم القرآن ، ونشروها بعدما كانت منزوية وأظهروا شأن أصحابها بعدما كانوا في زمان السابقين خاملين ، وفتكوا بمخالفيهم وسجنوهم ، وقتلوا بعضهم ! • هذا العنف السياسي في مواجهة الأفكار ، والآراء ليس له مبرر ديني أبدا • ونفس الأمر نجد في تعامل السلطات الأموية والعباسية وبعدها العثمانية وإلى يومنا ، مع التشيع حيث أنه أقصي من الساحة العامة للمسلمين ، فلم يكتف بإبعاد أئمتهم عن القضاء والإفتاء لجمهور المسلمين ( مع أهليتهم لذلك ) بل أبعدوا من سار على فقههم حتى لم يقبلوا على مستوى الشهادة في القضايا البسيطة كما حدث لمحمد بن مسلم الثقفي ! • والأكثر من ذلك حين يصل التشنج والعنف إلى درجة مساواة الشيعة باليهود بل يرى بعض المتشنجين بأن الشيعة أشد خطرا من اليهود !! • والمجال الثاني الذي يظهر فيه العنف هو المجال الاجتماعي وما يتعلق بقضايا المرأة ، فإننا نجد العنف معها في الصعيد المالي حيث لا تورث بعض القبائل والعوائل البنات لكيلا ( يخرج المال إلى قبيلة أخرى !! بزواج البنت ) وتجد الزوج أو الأخ يستبح أموال الزوجة أو الأخت العاملة ويهددها بأشكال التهديد لكي تتنازل عن ذلك المال . والعنف في مجال ارادة المرأة عندما تجبر على الزواج ممن لا تريد أو تعضل عن الزواج بمن تريد لتتحول إلى عانس تخدم أهل الأخ أو أبناءه ! وأخيرا الضرب للنساء .. فهذه أشكال من العنف التي يأباها الاسلام لكنها موجودة بنسبة أو أخرى في مجتمعات المسلمين ولقد رأينا كيف كانت توجيهات النبي (صلى الله عليه وآله) تهدف إلى الرفق بالمرأة ( اتقوا الله في الضعيفين : اليتيم والمرأة ) وكذاك كلام علي (عليه السلام) ( ولا تهيجوهن بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءاكم ) .. و( لقد كان الرجل في الجاهلية يضرب المرأة بالفهر أو الهراوة فيعير به وعقبه من بعده ) ! فالرجولة والشهامة لا تسمح للرجل القوي أن يقوم باضطهاد أو ضرب امرأة ضعيفة ! ولعل هذا ما أشار إليه الحسين (عليه السلام) عندما خاطب أعداءه بأن يكونوا أحرارا في دنياهم فيمنعوا عتاتهم عن التعرض لحرمه !