الإصلاح الاجتماعي ومجالاته
( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء:114)
* الإصلاح فعل الله سبحانه :
ـ لأن الله تعالى يعطي القيمة الكبرى للصلاح والعمل الصالح ولهذا فهو يحرض على الإصلاح من خلال هذه الطريقة ويربط بين الإيمان والعمل الصالح ( آمنوا وعملوا الصالحات ) ، ويرسل الأنبياء وشعارهم ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) كما قال شعيب لقومه لما قال له إنك لأنت الحليم الرشيد ..(هود: من الآية88)
التأكيد على القيمة المعنوية للاصلاح وأنه خير ، وأنه لا خير إلا فيه وفي القول المعروف .. وأن التعبئة إذا أريدت فلتتم في هذا الإطار
ويتدخل أحيانا بشكل مباشر فيصلح كما في (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ). قيل إن زكريا كان حينها ابن مائة وزوجته ابنة تسعة وتسعين ، وقيل إن الإصلاح في الجهة الخلقية أيضا .
* كيف يتحقق الاصلاح :
ـ الإصلاح إرادة قبل أن يكون تكتيكا وشعارا : ( إن أريد إلا الإصلاح ) ، ( إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ) . هل هذا خاص بالزوجين أو هو عام في غيرهما ؟ ومعناه أنه لو لم يتم التوفيق بينهما فلا بد أنه لم تكن هناك إرادة إصلاح عندهما أو عند أحدهما !
إرادة الإصلاح تعطي حقا إضافيا لمن يريد الاصلاح ( وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً ) بل لو أخطأ في هذه الأثناء فلا إثم عليه (فمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ )(البقرة: من الآية182)
ـ الإصلاح ثقافة بين الناس : ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء:114)
* الإصلاح مسؤولية المؤمنين : دوائر الاصلاح
1ـ الإصلاح الذاتي : )فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:39)
) فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(الأنعام: من الآية48)
2ـ إصلاح أحوال الطبقات الضعيفة : ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ )(البقرة: من الآية 220)( بعد أن قال : ولا تقربوا مال اليتيم ..) فكرة الوقف على اليتامى
3ـ الإصلاح العائلي : ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:128) َ إِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً) (النساء:35) فكرة لجان إصلاح ذات البين عبر الجمعيات الخيرية . واللجان العائلية .
4/ الإصلاح الاجتماعي : )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10)
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات:9)
البحث في دور المثقفين في الاصلاح الاجتماعي مع أن المجتمع التقليدي قائم على دور للعلماء .
5/ مسؤولية الوالي والحاكم الاصلاح : ( وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)(لأعراف: من الآية142)
6/ الإصلاح في مستوى الكائنات : ( وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (لأعراف:56)