بدل الخوف تعالوا نحب الله !
في مناجاة المحبين المروية عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا ، ومن ذا الذي آنس بقربك ، فابتغى عنك حولا ، إلهي فاجعلنا ممن اصطفيته لقربك وولايتك ، وأخلصته لودك ومحبتك ، وشوقته إلى لقائك ، ورضيته بقضائك ، ومنحته بالنظر إلى وجهك ، وحبوته برضاك ، وأعذته من هجرك وقلاك وبوأته مقعد الصدق في جوارك ، وخصصته بمعرفتك ، وأهلته لعبادتك ، وهيمته لإرادتك ، واجتبيته لمشاهدتك ، وأخليت وجهه لك ، وفرغت فؤاده لحبك ، ورغبته فيما عندك وألهمته ذكرك ، وأوزعته شكرك وشغلته بطاعتك ، وصيرته من صالحي بريتك ، واخترته لمناجاتك ، وقطعت عنه كل شئ يقطعه عنك . اللهم اجعلنا ممن دأبهم الارتياح إليك والحنين ، ودهرهم الزفرة والأنين ، جباههم ساجدة لعظمتك ، وعيونهم ساهرة في خدمتك ، ودموعهم سائلة من خشيتك ، وقلوبهم متعلقة بمحبتك ، وأفئدتهم منخلعة من مهابتك ، يا من أنوار فدسه لأبصار محبيه رائقة ، وسبحات وجهه لقلوب عارفيه شائقة ، يا منى قلوب المشتاقين ، ويا غاية آمال المحبين ، أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يوصلني إلى قربك ، وأن تجعلك أحب إلي مما سواك ، وأن تجعل حبي إياك قائدا إلى رضوانك ، وشوقي إليك ذائدا عن عصيانك ، وامنن بالنظر إليك علي وانظر بعين الود والعطف إلي ، ولا تصرف عني وجهك ، واجعلني من أهل الاسعاد والحظوة عندك ، يا مجيب يا أرحم الراحمين
***
في الحديث عن الصادق (عليه السلام) : الحب أفضل من الخوف
ماذا يعني الحب وكيف يحصل ؟
الحب : ميل القلب إلى ما يلائمه ، وهو إما حسن الظاهر كالجمال ، أو حسن الباطن كطهارة الشخص ، أو لإحسانه إلى المحب ( بتحننه عليه بجلب نفع أو دفع ضر ) ، أو لإعظامه .
وكل هذه في صورتها العليا موجودة في الله ، فإن الله جميل ، وهو مقدس ومنزه ، وهو محسن وعظيم
الرسول : إن ربكم لرحيم يشكر القليل ، وإن العبد ليصلي ركعتين يريد بهما وجه الله فيدخله الجنة ، وإنه ليتصدق بدرهم يريد به وجه الله فيدخله الله به الجنة !
والذين آمنوا أشد حبا لله .
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يعينني على حبك
الإمام علي : مناجاة المحبين .
الإمام الحسين : في دعاء عرفة : أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك حتى لم يحبوا سواك ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك لقد خاب من رضي دونك بدلا
الإمام السجاد : الهي لو قرنتني بالأصفاد ومنعتني سيبك من بين الأشهاد ما صرفت رجائي ولا خرج حبك من قلبي ..
الإمام الصادق : سيدي أنا جائع من حبك لا أشبع ، وظمآن من حبك لا أروى واشوقاه إلى من يراني ولا أراه
مظاهر محبة الله :
1/ كثرة ذكر الله والتوجه إليه . علامة حب الله حب ذكره : كما عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).وسمي ابراهيم خليل الله ، لأنه لم يجعل في قلبه مكانا لغير الله تعالى وهو الذي عبر عنه : إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
2/ طاعة الله باتباع نبيه : ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ) . الصادق عن الحديث القدسي : ما تحبب إلي عبدي بأحب مما افترضت عليه
آثار المحبة :
1/ تسخير الله الأمور وتيسيرها لحبيبه : قصة نبي الله شعيب وأنه كان يبكي حتى كاد يفقد بصره فرده الله عليه فبكى كذلك ، فلما كانت المرة الرابعة أوحى إليه : إلى متى يكون هذا منك إن كان خوفا من النار فقد أمنتك منها ، وإن كان شوقا إلى الجنة فقد أبحتك إياها ، فقال له شعيب : إلهي وسيدي أنت تعلم أني ما بكيت خوفا من نارك ولا شوقا إلى جنتك ولكن عقد حبك على قلبي فلست أصبر أو أراك ( ألقاك ) فأوحى إليه : أما إن كان كذلك فسأخدمك كليمي موسى بن عمران ! عن بحار الأنوار
2/ زيادة قوة الانسان المحب : ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته ك
اذا احب عبده رضي منه بالقليل
3/ أنت مع من أحببت : عندما سأل النبي عن الساعة .. قال ما أعددت لها ؟ قال :حب الله ورسوله .