غير ذاتك نحو الأفضل

محرر الموقع
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (لأنفال:53) ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) (الرعد:11) التغيير والتحول سنة كونية ومطلب تشريعي .. المخلوقات الحية في حالة تغير وتحول من نشوء إلى شباب إلى شيخوخة وعجز وهرم .. وهذا لا يعرى منه أحد ، بل الحضارات لها هذه الدورة الحضارية . ـ في جهة الانسان تطرأ عليه تحولات لا سبيل له إلى دفعها ، حيث أنها قسرية ، لكن يطلب منه أن يغير ذاته بإرادته ، فيحسن أخلاقه ، ويتسامى .. وكان هذا مطلب الانبياء ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) . كيف يغير الإنسان نفسه : عوائق وآليات : أهم عائقين : ـ عائق داخلي وهو عدم الثقة بالنفس وعدم الارادة للتغيير . ـ وخارجي وهو فقدان الجو الصالح والمساعد : سواء كان الاسرة ، أو المدرسة ، أو الصديق . وأما الآليات في التغيير : ـ فالتدرج : لا تتصور أنك تستطيع إصلاح نفسك بضربة واحدة . ـ والانتخاب : بالتركيز على الصفات الأسوأ ، أمهات الرذائل ، مثلما للمكارم أمهات ( الحلم سيد الأخلاق ) ، فكذلك ( الخمر أم الخبائث ) ، و ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) .. فقد وجدنا النبي 1 يقول لبعضهم : لا تكذب ، ( فقد جاء رجل للرسول قال : دلني على عمل أتقرب به إلى الله ، فقال : لا تكذب ، فكان ذلك سببا له إلى ترك المعاصي لأنه لم يقصد معصية إلا وجد فيها كذبا أو ما يدعو إلى الكذب فزال عنه من ذلك وجوه المعاصي ) .وجاء له آخر فقال : عظني يا رسول الله ولا تطل علي ، فقال : لا تغضب . فخرج إلى أهله وإذا بقومه قد تواقفوا مع قبيلة أخرى ، فلبس السلاح وجاء ثم ذكر قول رسول الله 1 فرجع وأصلح بينهما .. التغيير المطلوب : في نفس الانسان والمجتمع : 1/ ثقافي : بحيث ينعكس على مجمل حياة الانسان ، ما الذي جعل المسلمين في زمان النبي بتلك الصورة هو التغيير الثقافي الذي حصل ، كلمات جعفر بن أبي طالب ( كنا قوما أهل جاهلية ...فبعث الله فينا نبيه محمدا فدعانا ..) 2/ داخلي : بحيث لا يلامس المظهر فقط ، ( ميدانكم الأول أنفسكم ..) 3/ ذاتي : ليس ناشئا من الضغط أو القهر أو الحاجة ، حتى لا يزول عند تغير تلك الظروف . خطاب للشباب والشابات : نقد لبعض الظواهر الاجتماعية : ـ الاعتداء على الأعراض : وكما تدين تدان . ـ العنف ومظاهره .( من وحي حادثة اسامة ..) . ـ الخروج على النظام الاجتماعي .