الاستبداد الديني والتعصب
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (التوبة:34) لماذا تتحدث الآيات عن هذه الفئة من الأحبار والرهبان ؟ هل هو للتشهير ؟ أو لأجل الاعتبار من فئة كان ينبغي أن تستفيد من هذا الموقع للسمو إلى الأفضل لكنهم انسلخوا من ذلك الموقع ، وأساؤوا استعماله .
• ماذا يعني الاستبداد الديني ؟ ـ اتخاذ الدين وسيلة للطغيان ، فهناك فئة هم في داخلهم طواغيت ومستبدون لكنهم يكيفون ذلك من خلال الروايات والآيات . بينما المستبد السياسي من خلال القوة .
• ـ يعني أيضا : الاستبداد بفهم الدين ، واعتقاد أن الحقيقة ملكهم ، ( لا يحسب العلم في شيء مما أنكره ) بل الاستبداد بالجنة وامتلاكها ( لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ..) . وتقرير من هو ذو الدين ومن ليس كذلك ..
• ـ يعني أيضا : تسويغ فعل المستبد ، واعتباره ظلا لله في الأرض ، طاعته طاعة الله وعصيانه عصيانه .
الاستبداد الديني أسوأ من السياسي : ـ
• أ/ لأن سلاح المستبد الديني سلاح مقدس هو الآيات والروايات ، فهو يقضي على الطرف المقابل ، بعد أن يكفره ، ويقتله بعد أن يفسقه ، ويصل الحال ببعض هؤلاء إلى القول بأن الحسين قد قتل بسيف جده .
• ب/ لأن الاستبداد الديني تبقى آثاره في صورة أفكار وفتاوى إلى فترات طويلة ، بعكس الاستبداد السياسي الذي يزول بزوال المستبد .
• ج /الاستبداد الديني يجعل لنفسه ما لم يجعله الله سبحانه لنفسه ، فالاستبداد الديني يقسر الناس على عقيدة خاصة ، بينما لم يجعل الله لنفسه جبر خلقه ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) . وجعلوا لأنفسهم الاقصاء في الدنيا لمن يخالفهم وحرمانه من العيش الكريم وأحيانا حتى من مجرد العيش ، بينما أجل الله سبحانه حسابه إلى يوم القيامة .
كيف ينظر الاسلام للفئة الدينية :
ـ أهل الذكر ـ الذين يعلمون ـ ينذروا قومهم ـ
علاقتهم مع الناس : ـ وما أنت عليهم بجبار / فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر / وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل / قل لست عليكم بوكيل .