صورة المرأة بين نظر المتخلفين والقرآن الكريم
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (التحريم:11) (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) (التحريم:12) * ضرورة التفريق بين الدين في بصائره وبين العادات والتقاليد الاجتماعية ، فالأول مقدس ولا بد من الحفاظ عليه والثاني غير مقدس . الأول غير خاضع للزمان والظروف ، والثاني تتحكم فيه الظروف والأزمنة .
أيضا لا بد من التفريق بين واقع الدين ، وواقع المسلمين .. وممارساتهم ، فإن الخلط ربما شوه صورة الاسلام النقية ، وصنع للمسلمين مجدا ليسوا أهلا له ! مثلا عندما يقال إن حقوق الانسان في بلاد المسلمين ليس كما ينبغي ينبري البعض بإثبات أن الاسلام قد حمى حقوق الانسان ! أو أن المرأة في بلاد المسلمين لا تتمتع بكل حقوقها ينبري البعض بالقول : إن الاسلام كرم المرأة بنحو أفضل من سائر الديانات !
وحديثنا سوف يكون عن صورة المرأة في بعض المجتمعات المتدينة ، التي تكرس :
1/ تكريس صورة المرأة العاجزة : نحن نربي المرأة العاجزة غير القادرة ! تارة تحت عنوان أنها لا تتحمل مع أن غير نسائنا يتحملن ! وإذا خرجت المرأة من إطارنا تبين أن لها قدرات كبيرة ! وأخرى بعنوان أنها عندما مكرمة ومخدومة ، ومكفية في حوائجها .. والنتيجة وهي حالة العجز واحدة ! لاحظوا حتى في الممارسات العبادية في الحج ، نريد أن نقوم بكل شيء عن المرأة ، وفي كل موقف : انتبه نساء ! حريم ! وكأنها كاس دهن سوف يندلق ..
2/ تكريس صورة المرأة التابعة غير المستقلة : في فكرها ، الغير يفكر عنها : فحتى في التقليد هي تقلد من يقلده أبوها ثم من يقلده زوجها ، ويفرض عليها الزوج أن تتبع مذهبه ومرجع تقليده ، ونمطه الفكري وهكذا .. في اقتصادها : حتى لو كانت منتجة فإنها تظل تابعة بعد أن يسيطر على راتبها ، يبيع عنها ويشتري ويعتبر نفسه وليا مطلقا عنها ، مع أنه لا أساس لهذه الولاية ، إلا في بعض الأمور المحدودة كالخروج والاستمتاع الجنسي .. في قضاياها : ليس لها قضية كما قالت إحدى المجلات الدينية والذي يقول ذلك رجال دين !.
3/ تكريس الدونية : مفهوم العار والعورة .. ما هو في المسجد النبوي باللغة الأردية ( عورتون ..)
4/ صورة الأنثى الفتنة التي يخشى منها ويخشى عليها ! وأنها سبب الفساد والمشاكل ! والغريب أنه كيف يمكن الجمع بين صورة المرأة العاجزة وبين كونها سبب الانحراف !
كيف يعرض الدين صورة المرأة المؤمنة ؟
نماذج قرآنية : ا/ مريم بنت عمران : تركيز حالة الطهارة والنزاهة وكيف أن امرأة وحيدة تستطيع أن تعيش في مجتمع كان الانحراف الأخلاقي واضحا ، وقد ( أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا ) .
ب / ابنة شعيب ونموذج المرأة العاملة صاحبة العفاف والرأي الراجح ، فقد أشارت على أبيها وقبل النبي شعيب مشورتها في استئجار موسى .وتفهم شعيب حاجة ابنته في محبتها لموسى .
ج/ آسية : صورة المرأة المتفوقة على المغريات السلطانية والفرعونية ( في الوقت الذي تهوي فيه فتاة من أجل جهاز جوال )
د/ بلقيس / الحاكمة المثقفة التي كانت سيرتها على المشورة ( ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون ) يقول الزمخشرى وغيره كان أهل مشورتها 313 .
ونماذج حسينية :
أم عمر بن جنادة السلمي : قتل زوجها في البداية في المعركة فجهزت ابنها ، ثم خرجت هي بنفسها وهي تقول ( انا عجوز ..)
أم عبد الله بن عمير ، ومعها زوجته ام وهب ..
ديلم أو دلهم زوجة زهير بن القين .
زوجة حبيب بن مظاهر الأسدي .. وطوعة التي ناصرت مسلما
كيف غرست بعض الأشعار لا سيما الشعبية منها حالة الضعف والعجز لدى المرأة وحولتها إلى ثقافة بينما عاشوراء تختصر حالة القوة والقدرة كما هو الحال عند زينب .